السبت، 3 مارس 2012

احترام المعلم


                                                         
                                                          بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه، وأدب نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم فأحسن تأديبه، وبعد:
   احترام المـــعــــلم هم سراج العباد و عماد البلاد يجب على طلابهم الدعاء لهم و الثناء عليهم واحترامهم لتكبدهم المشقة معهم وهذا الأدب قد جاء ما يدلل عليه من الكتاب و السنة و فعل السلف الصالح .
1.  (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) فهذا دليل على رفعة الله لأهل العلم .
2 . لقوله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف لعالمنا حقه ) رواه الترمذي.
3. حديث الرسول صلى الله عليه وسلم )تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار وتواضعوا لمن تتعلمون منه(
4. والسلف كانوا يبالغون في احترام معلميهم وشيوخهم : يقول شعبة بن الحجاج : ما سمعت من أحد حديثاً إلا كنت له عبداً  -  ابن عباس : معلم الناس الخير تستغفر له الحيتان في البحر - وكان ابن عباس يذهب لزيد بن ثابت ويجلس عند بابه احتراماً له وتوقيراً ولا يطرق عليه الباب حتى يخرج ،فإذا خرج امسك بذلول ناقته أو راكبه فيقول ثابت ( يا ابن عم رسول الله ،هل أمرتني فأتيك ؟) فقال :هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا .هـــــــــــم زينة الدنـــيا وبهجتها وهم لها عمد ممدود الطلب - تحيا بهم كل أرض ينزلون بـــها كأنهم لبقاع الأرض أمطـــار - روي عن الإمام يوسف القاضي أنه توفي والده وهو صغير فربته أمه فحرصاً منها على مصلحة ابنها أدخلته عند خياط حتى يتعلم الخياطة ويحصل كل يوم على دانق ( ريال واحد( ،وكان يذهب كل صباح إلى الخياط في الكوفة ورأى مجموعة من الطلاب قد تحلقوا عند أبي حنيفة ، فأعجب الإمام يوسف بالإمام أبي حنيفة فجلس في مجلسه ولم يذهب للخياط واستمر يومان على هذه الحالة ، فذهب الخياط لأمه فأشتكى من ابنها وقال لها بأنه سيقطع رزقه ، فذهبت له فوجدته في مجلس الإمام أبا حنيفة ، فأخذت الولد من أذنه لتخرجه، فقال أبا حنيفة : يا امرأة إني أرى في ابنك عقلاً – ذكاء – فدعيه يطلب العلم فسيأتي عليه يوماً يأكل الفالوذج بدهن الفستق(نوع من الحلوى) وهذه أكلة لا يأكلها سوى الخلفاء في ذاك الزمان ، فردت عليه : إنك شيخ خرف ، دع  أبني هذا يكسب دانق كل يوم . وفي الغد رجع الإمام يوسف لمجلس الإمام أبي حنيفة ولم يذهب للخياط ، فسأل الإمام أبي حنيفة الإمام يوسف : كم يعطيك الخياط ؟ فقال : يعطيني دانق كل يوم . قال له : أنا أعطيك ثلاثين درهماً .
فكان من أنجب تلاميذ أبى حنيفة هو و الشيبانى. فلما جاء زمن هارون الرشيد عين أبي يوسف قاضي القضاة، وجلس مرة مع الرشيد على مائدة الطعام ، فقدم له الرشيد مجموعة من الأطعمة ومنها الفالوذج بدهن الفستق ، فتحدرت من عيني أبي يوسف دمعتين فسأله فقص عليه قصته ، فقال الرشيد : رحم الله أبا حنيفة كان ينظر بعين عقله ، لا بعين رأسه ، حقاً إن العلم ليرفع صاحبه في الدنيا والآخرة  . وقال الإمام أبو يوسف : لو كنت كما أرادت أمي لكنت خياطاً لكن شاء الله لي أن أكون عالماً أجالس الخلفاء وآكل على موائدهم .
                                         فنستفيد من هذه القصة:
                                     أن نحتسب على الله طلبنا للعلم .
                                       أن الله يرفع صاحب العلم .
على الطلاب احترام معلميهم ) تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار وتواضعوا لمن تتعلمون منه)



















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق