الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

خصائص النمو والأساليب النبوية التربوية لمعاملة الأطفال

إن خصائص النمو مهمة لأننا لانستطيع التعامل مع المرحلة التي نقوم بتربيتها إلا بالتعرف على خصائص النموفي هذه المرحلة التي نعيشها سواء كانت مرحلة طفولة مبكرة أو طفولة متأخرة , أو مرحلة المراهقة.
ونظرا لطول هذا الموضوع وتشعبه فسأقتصر على الكتابة عن مرحلة الطفولة المتأخرة التي تمتد من سن 6 إلى 12 سنة تقريبا أو إلى إن ينضج الطفل جنسيا ولهذه المرحلة خصائص وسمات تميزها عن المرحلة السابقة لها والـلاحقة فهي تتمه للمرحلة السابقة (مرحلة الطفولة المبكرة ) وإعداد للمرحلة الـلاحقة (مرحلة المراهقة ).
تسمى هذه المرحلة ( الطفولة المتأخرة ) ولها أسماء مختلفة :-
المربون: يطلقون عليها مرحلة المدرسة الابتدائية .
الآباء :هي مرحلة النشاط الزائد والسن الذي يعتقد فيه الطفل أنه يعرف كل شي ويطلب الاستقلال عما يتيحه له الوالدان . أما بالنسبة للأولاد فهي (سن عدم النظافة) لأن الولد يعتقد أن النظافة علامة الأنوثة فهو يتباهى بقذارته ومنظره.
عند علماء النفس: سن العصبة يهتم الطفل بأقرانه ويصبح اعترافهم به وتقبلهم له محورا لاهتمامه فيؤدي به هذا إلى التطابق في مظهره وحديثه وسلوكه مع الجماعة لكي تقبله. ويكون ذو نظرة اندفاعية وسطحية يعمل في إطار اللحظة التي يعيشها وباندفاع بصرف النظر عن النتائج.


أولا: الخصائص الجسمية:
نلاحظ في هذه المرحلة أن نمو الطفل الجسمي يختلف عن مرحلة الطفولة المبكرة ففي مرحلة الطفولة المبكرة يكون نمو الطفل الجسمي سريع وملاحظ أما في مرحلة الطفولة المتأخرة فالنمو الجسمي بطئ وهذه عملية إعداد وتوازن للجسم , ونلاحظ أن البنات أسرع نموا من الأولاد وللجسم مطالب في هذه المرحلة تساعد على نموه نموا سليما مثل: مطالب غذائية ومطالب مكانية , ومطالب الملبس .
أمثلة/ الاهتمام بوجبة الإفطار , مقصف المدرسة , المكان
ثـــانيا:الخصائص الخلقية والدينية:
يتأثر الاتجاه الأخلاقي للطفل بأخلاق الجماعة التي ينتمي إليها وليس معنى ذلك رفضه للاتجاه الأخلاقي الديني لدى أسرته بل يساير الجماعة في أخلاقها أثناء وجوده معها حتى يحافظ على مركزه وكلما كبر قرب من أخلاق الراشدين وكلما كان ذكيا كان أقرب من أخلاق الراشدين والبنات عموما أكثر قربا من أخلاق الراشدين الذكور.. فيعرف أن الكذب كذب والغش غش..الخ.

ثالثـــا:الخصائص النفسية
إذا لم تشبع الحاجات الجسمية للطفل فلن تشبع بالتالي الحاجات النفسية لأن إشباع الناحية الجسمية هو الذي يؤدي إلى ظهور الحاجات النفسية وتتنوع حسب نمو الإنسان .
ومن الحاجات النفسية (الحاجة إلى الأمن)
فلابد أن يشعر الطفل بالأمن داخل بيئته بالأمن داخل البيئة المدرسية وأول يوم في المدرسة مهم جدا للطفل حتى يشعر بالأمن الاجتماعي فلا يسمع أو يرى مايخيفه .
ومن الحاجات النفسية (الحاجة إلى الانتماء) فلابد أن يشعر الطفل أنه فرد مهم في المدرسة ومن وسائل إشباع هذه الحاجة . قول الطفلة لزميلاتها (أختي فلانة) أو المشاركة في عمل جماعي وعلى المعلم أن يهتم بجميع الأطفال ولا يركز على الممتازين ويهمل الضعفاء .
ومن الحاجات النفسية (الحاجة إلى التقدير )
ينبغي أن يكون سلوك المعلمة مع الطالبة سلوكا صحيحا وسليما لأنه ينعكس على سلوك الطالبة والطالبة تنظر إلى المعلمة وتحكم على نفسها من خلال نظرة المعلمة لها.

رابعاً: الخصائص العقلية واللغوية:
إن الطفل في هذه المرحلة ينمو ذكاءه بشكل سريع ويقوي في التذكر ويزداد مدى الانتباه وينمو التفكر من تفكير حسي إلى تفكير مجرد وينمو التخيل من الإيهام إلى الواقعية ويزداد حب الاستطلاع لديه ويميل إلى سماع الحكايات والقصص ويزداد تعلقه بوسائل الإعلام . أخطاء النطق قليلة وقد ينطق الكلمة الجديدة خطأ ولكن بعد التكرار تكون سليمة , ولكن هذا لاينطبق على الأطفال الذين ينتمون إلى بيئات ثقافية فقيرة .

أولا: أسس الأساليب المخاطب بها الو الدون والمربون الالتزام بها:
(( لايدري كثير من الناس أن الطفل واحد من رجالات الأمة إلا أنه مستتر بثياب الصبا فلو كشف لنا عنه وهو كامن تحتها لرأيناه واقفا في مصاف الرجال القوامين لكن جرت سنة الله أن لايتفق زوال تلك الأستار إلا بالتربية شيئا فشيئا ولا تؤخذ إلا بالسياسات الجيدة على وجه من التدرج.))
الشيخ / محمد الخضر حسين
القدوة الحسنة.
تحين الوقت المناسب للتوجيه.
العدل والمساواة بين الأطفال .
الاستجابة لحقوق الأطفال وتلبيتها .
الدعاء.
شراء اللعب لهم .
مساعدة الأطفال على البر والطاعة .
الابتعاد عن كثرة اللوم والعتاب.
العدل والمساواة بين الأطفال.
روى البيهقي عن أنس رضي الله عنه أن رجلا ً كان جالساً مع النبي فجاء بني له فقبله وأجلسه في حجره ثم جاء ت بنية فأخذها وأجلسها إلى جنبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم "فما عدلت بينهما"
روي مسلم عن عبدا لله بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن المقسطين عند الله على منابر من نور.. الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلو"
الدعاء للأطفال :
من الأركان الرئيسية التي يجب أن يلتزم بها الوالدان والمربون . وهي سنة الأنبياء والمرسلين مثال دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك . "اللهم أكثر ماله وولده وبارك فيما أعطيته"
شراء اللعب للأطفال :
إن قرار الرسول صلى الله عليه وسلم للعبة عائشة رضي الله عنها التي كانت تلعب بها يدلنا على حاجة الطفل للألعاب وحبه للمجسمات الصغيرة.
وأن مشاهدة الرسول لعصفور أبي عمير وهو يلعب به دليل آخر على حاجة الطفل للعب تكون بيديه فيتسلى بها. وينبغي أن يكون اختيار اللعب المناسبة والمفيدة.


ثانيا: أسس الأساليب الفكرية المؤثرة في عقل الطفل:
عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( علموا ويسروا ولاتعسروا وبشروا ولا تنفروا وإذا غضب أحدكم فليسكت )
رواه أحمد والبخاري في الأدب
رواية القصص.
خطاب الطفل على قدرة عقله.
تدريب حواس الطفل بالتجارب العلمية.
الخطاب المباشر للطفل.
الحوار الهادئ.
شد الطفل إلى شخصية ثابتة قدوة كشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
الحوار الهادئ
إن الحوار الهادئ ينمي عقل الطفل ويوسع مداركه ويزيد من نشاطه في الكشف على حقائق الأمور . وان تدريب الطفل على المناقشة والحوار يقفز بالمربين إلى قمة التربية والبناء. إذ عندها يستطيع الطفل أن يعبر عن حقوقه وبإمكانه أن يسأل عن مجاهيل الأمور وبالتالي تحدث الانطلاقة الفكرية.
أما ما يفعله بغضهم بإلزام الطفل السكوت الدائم ليدل على التهذيب الأخلاقي فهذا جيد في حالة أن الطفل لديه القدرة على التعبير عن أفكاره .. وتكون في حينها.
مثال محاورة عمر للغلام الذي عق والده وجاء والده يشتكي عقوق ولده.
تدريب حواس الطفل بالتجارب العملية:
مثال الرسول صلى الله عليه وسلم رأى طفلاً يسلخ شاة وما يحسن فما كان من رسول الله إلا أن شمر عن ساعديه وبدأ يسلخ الشاة أمام الطفل وراح الطفل يتأمل الكيفية ويعمل عقله.
شد الطفل إلى شخصية ثابتة قدوة له هو رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال علي بن أبي طالب " أدبو أولادكم على ثلاث خصال : حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القرآن "


ثالثا: أسس الأساليب النفسية المؤثرة في نفس الطفل:-
أولا : صحبة الطفل:
والرسول صلى الله عليه وسلم كان يصحب الأطفال في كافة الميادين.. ابن عباس وأطفال جعفر وكان يصحبهم من غير تأفف ولا استكبار .. ومن غير تعجرف ولا استعلاء ، فهذا حق الطفل أن يصحب الكبار ليتعلم منهم فتتهذب نفسه ويتلقح عقله وتتحسن عاداته.

ثانياً : إدخال السرور والفرح إلى نفس الطفل:-
السرور والفرح يلعب في نفس الطفل شيئاً عجباً ويؤثر في نفسه تأثيراً قوياً فالأطفال وهم براعم البراءة والصفاء يحبون الفرح بل هم أداة الفرح للكبار ويحبون الابتسامة أن يشاهدوها في وجوه الكبار.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم دائم الفرح مع الصغار ومن ذلك الاستقبال الجيد لهم ، تقبيلهم وممازحتهم مسح رؤوسهم حملهم ووضعهم في حجره . تقديم الأطعمة الطيبة لهم والأكل معهم.

ثالثاً : زرع التنافس البناء بين الأطفال ومكافأة الفائز :
إن التنافس يحرك في الإنسان عامة طاقات مكنونة لا يعرفها الإنسان إلا عندما يضع في نفسه منافسة فلان..
ومثال على المنافسة الفكرية أن من شجر البوادي لا يسقط ورقها وأنها المسلم فحدثوني ما هي؟..
والتنافس الرياضي..كان الرسول يصف عبدا لله وعبيد الله وكثيراً بني العباس ثم يقول من سبق إلى فله كذا وكذا وقال فيستضيفون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم..فالمنافسة بيد المربين يستخدمونها في الأوقات المناسبة فتنشط نفوس الأطفال.

رابعا: مبدأ تشجيع الأطفال :
إن التشجيع الحسي والمعنوي خير وضروري للتربية ولكن بدون إفراط وللتشجيع دور كبير في نفس الطفل وتقدم حركته الإيجابية البناءة والكشف عن طاقته الحيوية وأنواع هواياته كما انه يزيد من استمرارية العمل.

اثر التكرار في نفس الطفل :
الطفل كائن بشري خصه الله بهذه الطفولة الطويلة وهي مرحلة غيرتكليفية وإنما هي تتهيأ للتكليف.
أما دليل مبدأ التكرار فهو من قوله صلى الله عليه وسلم: (مرو أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين وضربوهم وهم أبناء عشر سنين )
وهذا الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود يدرك مبدأ التكرار مع الأطفال فقال في توجيهه للآباء نحو أبناهم (عودهم الخير فإن الخير عادة)


التدرج في الخطوات :
أن لهذا التدرج في الخطوات أثرا كبيرا في نفس الطفل واستجابته لأنه مازال غضــا يافعا فلابد من التدرج معه ونقله من مرحلة إلى مرحلة أخرى وتخطيط أي قضية أو هدف يطلب فيه السرعة يمر بمراحل وخطوات يرسمها المربون ويتعاونون على تنفيذها. مثال : الصلاة, يدرب على الصلاة ثم مرحلة الأمر ففي الساعة السابعة إلى العاشرة ثم مرحلة الضرب.
الثاني عشر: حسن النداء:
نلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم في خطابه للأطفال كان يتنوع في ذلك لإثارة انتباه الطفل ووضعه في حالة استعداد لتلقي الكلام ياأبا عمير يابني...

على رسول الله أفضل الصلاة وأتم التسليم .